تعتبر منطقة بياضة من معتمدية السند التابعة لولاية قفصة أحد المناطق التي تعاني من أزمة العطش نظرا للانقطاع الدائم للماء الصالح للشرب وعجز السلط الجهوية والمحلية على تأمين الاحتياجات المائية لمواطني تلك المنطقة وذلك لعدّة أسباب منها ماهو راجع بالاساس الى ضعف الآليات المؤسساتية والتشريعية والتنفيذية للمتابعة والتقييم. ومنها ما يرجع الى الجوانب التقنية والبنية التحتية المائية التي لم تعد تستجيب الى الامدادات المائية المطلوبة. كل هذه التحديات تحتاج في تجاوزها الى أنشطة ومشاريع لتحسين البنية الأساسية وأدوات الادارة من تخطيط وجمع بيانات وادارة للمياه بغاية توفيرها بالكمية والنوعية المناسبة للحاجات الانسانية الاساسية ولمختلف الانشطة الاجتماعية والاقتصادية. خاصة وأن هذه المنطقة تتميز بطابعها الفلاحي أي يجب أن تتميز بامدادات مائية تكفل حاجيات النشاط الاقتصادي على غرار الماء الصالح للشرب.
ان دراسة الوضعية المائية بمنطقة بياضة تتطلب ضرورة معرفة حجم الكميات المائية المستغلة والمشاريع المنجزة والتي في طور الإنجاز سواء كانت مخصصة لمياه الشرب أو لمياه الري.
ان تحديد الرؤية التي ينبني عليها قطاع المياه غاية في الأهمية لمعرفة أي توجه وتصور يجب أن يقوم عليه هذا القطاع. واقرار الجانب الاجتماعي له، كفيل لاعتبار الماء حقا من الحقوق الاساسية والاجتماعية وجب التمتع به، لذلك فان مسالة التزود بالمياه الصالحة للشرب تدخل ضمن المطالبة بالحق في الحياة.
منطقة بياضة أحد تجلّيات غياب هذا الجانب على غرار ضعف القدرات المؤسساتية والبشرية في قطاع المياه. هذه المنطقة التي تضم حوالي 2000 ساكن، كغيرها من أغلب مناطق البلاد التي تعاني أزمة العطش ما يزيد عن 3 سنوات، مقابل غياب تام لأجهزة الدولة. تاريخيّا، كانت هذه المنطقة تتزود عبر بئر روماني عمومي الى حدود 1987 ، ثمّ تم إنجاز أول بئر من قبل الدولة ليصبح العدد الجملي لهذه الآبار 4 عمومية غير مستغلّة كان أخرها ما تم انجازه سنة 2018. لكن هذه الآبار تتميز بنسبة ملوحة عالية تجعلها غير قابلة للاستهلاك. لتبقى هذه المنطقة تتزود بالماء الصالح للشرب عبر الجمعية المائية عبد الصادق غير ان الشبكة المائية حالت دون ذلك لكثرة التسربات فيها.
https://www.facebook.com/photo?fbid=3302742389840224&set=g.244001950379869
وما يجب لفت النظر إليه هو أن عملية البحث والتنقيب عن الماء تتطلّب دراسة علمية بدرجة أولى لمعرفة أهم النقاط المتواجد فيها الماء الصالح للشرب لتلافي الحفر العشوائي الذي ينتج عنه خسائر مالية ومادية هامّة. لكن السلط في منطقة بياضة اهتدت الي الخيار الخاطئ لتكون جميع نتائج الحفر سلبية وجلّ الآبار ذات ملوحة عالية كما هو مبين في الجدول الأسفل.
الأمرلا يبدو مختلفا عن المياه الصالحة للشرب حيث تفتقر منطقة بياضة من معتمدية السند للمناطق العمومية السقوية حيث أنها ترتكز أساساعلى الزراعات البعلية ذات استهلاك مائي منخفض. أما بالنسبة للمناطق السقوية الخاصة تكاد تنعدم لقلة الموارد المائية حيث انها تتزود عبر 02 أبار خاصة فقط لا تفي بالحاجيات الفلاحية.
تتمثل مطالب متساكني منطقة بياضة فيما يهم قطاع المياه في :